التوحيد … قصة عاشق

هم لبعضهم داء وجزاء وشفاء

هم لبعضهم الداء والجزاء والشفاء

هل كان كل مُناك أن تنظرَ إلى وجه حبيبك .. وما نظرت ؟

أم كان جُلّ رجاكَ أن تستمدَّ من صوت حبيبك الحياةُ .. وما استمدَدت؟

فتأمل وجه المحبوب حياة … من وحي النظر إلى وجه العظيم جزاءك إذا صدقت ..

أما قرأت ؟

“وجوهٌ يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة”  … أو لعلك قرأت وتغاضيت أو استعليْت أو ما فهمت …

تماما كما أنكرت نار قلبك عندما أحببت …

هو هكذا, أحلى الحياة هي النظر إلى وجه الحبيب … وأحلى الممات هو النظر إلى وجه العظيم إذا بُعِثت …

أيا عاشق …كم إنك في فهم الغرام تأخرت … وكم إنك في إدراك النهايات ما فقِهت …

أيا عاشق … كم استكبرت على قلبك … وكم أخشى أن تكون من النظر إلى وجه المهيمن حُجبت …

أما تساءلت ؟ ما النضارة وما الحجب وما الفوز وما العذاب … أما عشقت ؟

النضارة استسلام وصدق الوفاء … مهما تألمت …

أين قلبك … أما تساءلت ؟

هل كنت قد رسمت دروبا تمشي بها من وحي قلبك  … وما مَشيْت؟

أم هل كنت قد ارتويت من كثافة حضور حبيبك في جوف فؤادك … ثم فقدت؟

وهل كنت تقول هو لي من كل بدّ الزمان … وما دام لك؟

أم هل كنت تظن أن يدوم سحر العشق في صدر بيتك مهما صددت؟

هل فهمت من بعد كل السنين أن العشق من جوف التوحيد غصن وبيت؟

أم لا زلت تفر من حنينٍ ويقينٍ من وحي حبّ … به من الموت قمت؟

هل أدركت من بعد كل هذا العناء أن الحب رحمةٌ خاصةٌ بها أنت حيِيْت ؟

وهل آمنت أخيرا أن الإخلاص لعاصفةِ شعورك حق … سيلحُّ دويٌّه كلما سجدت؟

هل فهمت الآن أن الحب هو من الله باق مهما غضبت وهجرت وهربت ولعنت؟

وهل أدركت أن “المهيمنُ” إذ يحكم قلبك سيطلبك مخلصا صادقا مُقرّا بعشقك مهما أنكرت؟

أو لا زلت غير مدركٍ أن الصدق من الإخلاص, وأن الإخلاص أن تصدق الله في كل حالاتك كما أمِرتْ؟  

أم أنك من بعد أن فتح الله قلبك ورأيت النور … قاومت … حتى شقيت …

أما أسلمت ؟

أما استسلمت؟

الاستسلام في الدنيا هوان … ولكن الاستسلام في حكم الدين لوحي القلب هوعين الفوز … هو ما استحققت إذا رضيت؟

“أتقطعون ما أمر الله به أن يوصل” ؟

كيف, وأن أجمل ما في الاستسلام لحكم الله على القلب … هو الخلاص من حكم النفس ودوام العشق وبداية حكم العهد؟

أفما سمعت أنه ستُوفّى كل نفسٍ بما عملت … فيا عاشق ماذا فعلت؟

هل تظن أنك من بعد أن حاربت قلبك سيأتيك العفو من خالقٍ حكم عليك بالغرام ؟

أم سيأتيك السماح ممن كنت لقلبه نارأ … عندما استسهلت الذهاب … حتى ندمت؟

“وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَت” آية فيها سلوى ذلك القلب الذي هجرت …

هي آية فيها لمحة من العدل, أم حسبت أن تٌترك سدى من بعد أنك رأيت النور ثم توليت وكفرت؟

“وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ” ولكنك من بعد خسارة ذلك القلب … ما نجوت …

وبت تقوم وترقد ب “قُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطتُ” …

أفما تعلمت … ؟

“إذ جاءتك آياتي” مُلحّة … وآيتك جاءت بعشق في قلبك … لكنك تولّيت …

أتدري أنني تعلمت من حرقة قلب العاشق أن صدق الحب ليس بقدر ما أحببت … لكن بقدر ما بنار العشق احترقت ؟

وأن العشق فاصل بين الحقيقة والزيف … وأن النظر بعين الدنيا يريك رسم الوجوه … لكن النظر بعين القلب يريك الحق …

وسيعاودك الحنين سنينا … وسيلحُّ عليك ويصرّ … لترجو لحظة تتأمل فيها وجه حبيبك … مهما ابتعدت …

وسيكون جلّ مناك دوما أن تشرق شمس أرضك … و يدوم الشغف في نبض قلبك…

ولن يكون … إلا اذا اجتهدت …

هذا جهادك … أن يدوم عشقك …

وأن تصدق إسلامك وسلامك وتقول “حِطّة” … ثم استغفرت ثم عًدت …

أيا يا عاشق … وحّد …

فلا شريك لكل ما هو من أمر الله …

ولا شريك في القلب …

أما بدا لك ذلك جلياًّ عندما عشقت … ؟

فيا يا عاشق وحّد … فالله واحد لا شريك له … 

قم اغتسل  واستغفر … واجتهد …

فكما يبدو … أنك  تُبت …

فكما يبدو أنك عُدت …

Published by Amani Al Amad أماني العمد

Writer - Traveler - Educator - A wife & a mom ... along with being a Lover of justice and beauty ... كاتبة ... سائحة .. مُعلّمة .. زوجة وأم ... وعاشقة العدل والجمال

One thought on “التوحيد … قصة عاشق

Leave a comment